الفصل الثالث
أشتاق لصوتها الحنون، ونظراتها الساحرة، فهو
لم يحدثها منذ خروجه من القصر.
ألتقت هاتفه، وتذكر أنها مغلق بسبب الأجتماع، قام بفتحه، أنهالت عدة رسائل، منها حاولت الأتصال به عدة مرات، لكنها فشلت، فالهاتف مغلق الان ضغط على صورتها.
ليعاود الأتصال بها مرة أخرى.
رنا ..... حبيبى كده برده، أنا زعلانه منك خالص،
مفيش مكالمة صغيرة تطمنى بيها، وكمان فونك مقفول.
رامى...... حببتى حقك عليا، أنا كان عندى أجتماع مجلس أدارة، وقفلت الفون، ويادوب خلصت لقيت مشكلة قدامى، حلتها وقلت أسمع صوتك،
وحشتينى أوى أوى.
رنا ....... وأنت كمان وحشتنى أوى، بس قولى مشكلة إيه.
رامى ...... ححكياك ياقلبى.
سرد رامى على زوجته الحبيبة، ماصدر من السكرتيرة
الخاصة به،وكيف عالج الأمر؟
رنا ...... هههههه هههههه عندها حق، واد حلوه وزى القمر زيك، لازم تعجب بيه، حبيبى ياناس،
بس عارف، أنت أتصرفت صح وبعقل وحكمة.
ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدا ياعمرى.
رامى ...... ولا أنتى، أنا عمرى كله ليكى، ولا يمكن هكون فى يوم من الأيام لحد غيرك.
رنا ...... ولا أنا، باله بقى أنا أطمنت عليك، روح كمل شغلك وأنا هنزل أشوف ماما خديجة بتعمل إيه.
رامى ....... حاضر ياحببتى.
أغلقا الهاتف وأبتسم كل منهما أبتسامة رضا.
لكن رنا تذكرت أنها لم تسأله عن وضعه فى الجامعة، وماذا فعل؟
فحزنت، كيف لها أن تنسى تسأل شريك عمرها؟ كيف ذهب من بالها مثل هذا الأمر؟ خجلت من نفسها كثيرا، ولامت نفسها أيضاً.
نزلت إلى الطابق السفلى، ودلفت إلى المطبخ، وجدت خديجة تشرح للخدم كيفية عمل صنف معين. أحبه رامى كثيرا، وهو طاجن البامية باللحمة الضانى.
دخلت رنا، وأستمعت لشرح بدقة، فهى لاتستطيع الطهى.
تكتفى بالمتابعة فقط وتنظيم المائدة.
رنا ...... الله عليكى ياماما خديجة، تسلم إيدك رامى بيحب البامية أوى، وانا حبتها عشانه.
خديجة ...... تعالى فى ريحى يابتى، لازم تتعلمى تطبخى لجوزك.
رنا ..... بس مش بعرف أعمل حاجة.
خديجة ..... لاه، لازمن تتعلمى، وأنا بعون الله هعلمك
كل أنواع الوكل، قبل ماعاود البلد.
عانقتها بأبتسامة مرحة، فبادلتها خديجة وربطت على ظهرها.
....................................................
أخفت كل معالم وجودها، فهى لم تريد معرفته لمكانها.
أستلمت فروع شركاتها بلندن، لتبدأ حياة جديدة
فى محاولة منها لتجاهل مامرت به،
لكنها لاتستطيع محو ذاكرتها، فعشقها له يسرى فى دمائها، روحها معلقه به، غادرت مصر وتركت قلبها هناك، لكن عذابها وألمها أهون من أن تخسره بيد غادره.
قررت متابعة حياتها فى العمل فقط.
المفروض أن يدور الحوار باللغة الانجليزية لكننى سأكتبه باللغه العربية.
ريم ...... سلينا هاتيلى قوائم الحسابات وملفات.
سلينا ...... أمرك أنسة ريم.
دلفت إليها السكرتيرة الخاصة بها لمكتبها، ومعها مجموعة من الملفات الخاصة، بحسابات الفرع منذ نشأته.
سلينا.......هى ديه كل الملفات اللى موجودة
كلها.
ريم ........ شكرا سلى أجلسى، مين اللى كان بيدير الفرع قبلى.
سلينا........ مستر وليد هو اللى كان بيدير الفرع.
ريم ..... وليد الأسم ده مش غريب عليا، وهو راح فين.
سلينا ...... ده ميعاد أجازته السنوية، بيسافر أمريكا يقضيها مع أهله.
ريم ...... تمام، يعنى هو لسه ميعرفش أنى أستلمت مكانه.
سلينا ..... لا لسه يافندم.
ريم ....... أوك محدش يبلغه أنى أستلمت أدارة الفرع لحد ميرجع، انا عايزة أعرف منه حاجات كتير فى الشغل.
سلينا ..... حاضر يافندم ت، أمرينى بحاجه تانيه.
ريم ..... لا شكراً.
....................................................................
فى دولة السويد فى قصراً ضخم صمم على الطراز القديم، تلتف حوله الغابات، يقف أمامه مجموعة من الحراس المدججين بالسلاح.
يمكث نبيل فى غرفة كبيرة، الحزن والحسرة يملئه.
فلقد قتل شقيقته بيده، وقف أمام نافذه غرفته
يتذكر ما حدث، وكيف أتى له هذا الشخص الغريب
فى السجن وهربه؟
عاد بالذاكرة.
شخص مجهول ...... أنت لازم تخرج من هنا.
نبيل ..... أنت مين.
شخص مجهول ..... مش لازم تعرف أنا مين، المهم أنك تخرج دلوقتى من هنا وخلاص.
نبيل ..... وهخرج أزاى.
شخص مجهول ...... متشغلش بالك، أنا هخرجك من
هنا، أنت بكرة عندك محكمة، وقت الترحيل رجالتنا هيقوموا بالمهمه، متشغلش بالك أنت.
وبالفعل أثناء ذهاب نبيل إلى المحكمة فى طريق، تم أطلاق نار على الحراسة التى معه، وقتل جميع المرافقين له.
أخذوا نبيل وخدروه ووضعه فى تابوت، وأخرجوه من البلاد.
عودة ألى الحاضر.
تنهد بحزن فراق شقيقته، قد قتل ماتبقى من أنسانيته
وأصبح مجرد أله للقتل.
دخل له شخص من أفراد المافيا.
ستيف ...... نبيل يريدك هكتور فى الحال.
نبيل ...... حاضر.
خرج معه نبيل، وذهب إلى هكتور زعيمهم.
دخلوا إلى قاعة كبيرة بها، عدة لوحات على الحائط،
بها طاولة كبيرة وعلى رأسها مقعد على هيئت أسد، يجلس عليه هيكتور.
جلس نبيل وستيف على مقعدين بالقرب من هيكتور،
تحدث هيكتور وهو ينفس دخان سجائره.
هيكتور...... اهلاً نبيل مافعلته فى بلدك كان خطأ كبي،
وستعاقب عليه، لم تستمع لكلامى، وذهبت لتنفذ أنتقامك، بالرغم من تحذيرى لك، أخذت شقيقتك ستار لك لكنك فشلت وقتلتها.
نبيل ...... أسف لكننى ذهبت لأنتقم لحبيبتى وأبنتك جينا من هشام، فهو السبب فيما حدث لها.،
ولن أغفر له وسأظل أحاربه حتى أقتله، فلقد زاد عدائى له أكثر من الاول.
جينا حبيبت نبيل أبنت هيكتور، وعند مقتلها كان نائب لزعيم المافيا حينا ذاك، ولم يستطع منع قتلها،
فهو قانون بالنسبه لهم، ويسرى على الجميع قتلت أبنته أمامه ولم يستطع فعل شئ، أستغاثة به وتوسلت
ليصفحوا عنها، لكنهم أمروا بتصفيتها بيدا نبيل، وبعد مرور الوقت أستطاع هيكتور الأطاحه بالزعيم، والمكوث مكانه أنتقاماً لأبنته.
هيكتور ...... لقد طلبت منك المكوث هنا بالقصر والأعتناء بصغيرتكم، لكنك خالفت أوامرى، وذهبت للأنتقام بنفسك ولم تعيرنى أى أهتمام.
وقف نبيل والحزن يعتال وجهه، وألتقت أبنته الصغيرة.
نبيل ..... أعذورنى إيها الزعيم، فلم أستطع تمالك نفسى، عندما سمعت أنه يحب فتاه ويريد الزواج منها.
أصابنى الجنون وأرادة الأنتقام منه بشدة،
والأخذ بالثأر لحبيبتى جينا.
هيكتور ...... لقد أخبرتك من قبل، موت هشام لن يفيدنا فى شئ، من الأن فصاعدا، لن تغادر القصر ستظل هنا تتابع تدريب المرتزقة وتهتم بأبنتك.
تحدث نبيل بغضب شديد موجه حديثه لهيكتور.
نبيل..... أنت بالفعل كما قالت لى جينا، لا تهتم إلا بمصلحتك فقط.
خرج نبيل ومعه أبنته الصغيرة متوجهاً إلى غرفته.
جلس هيكتور على مقعده يتنهد بضيق وغضب.
ستيف ..... هيكتور حان الوقت لتخبره بما تخفيه،
من حقه أن يعلم، لينسى فكرة الأنتقام.
هيكتور ...... ليس الأن فهناك خطر كبير إذا علم بالأمر.
ستيف ..... لقد أخبرتك من قبل، أنك تضعه فى خطر،
ولن تسامحك إذا حدث له شئ.
هيكتور ...... دعنى وحيد الأن ستيف، أذهب للأطمئنان عليه.
ستيف ..... أجل سأذهب لكن عليك التفكير بالأمر.
.....................................................................
فى مديرية الأمن بالغردقة.
محمد .... طمنى ياحسام، كل حاجة مشيت زى محنا عايزين بالظبط.
حسام ...... ايوه كل مشى زى مخططنا، والعصفور وقع فى الفخ.
محمد ...... حلو خلى عينكم عليه أوى يغيب لحظه فاهم.
حسام ..... حاضر متقلقش، بس أنت ليه ساعدته وخطت لكل ده.
محمد ...... أحنا عايزين أللى وراه فهمت.
حسام ..... أممممم ماشي هروح انام عشان تعبان اوى.
حسام..... سلام.
خرج حسام من مكتب محمد.
حلو اوى كده ماشي يانبيل كده بقى، هعرف اجيب اللى وراك.
..........................................................
عاد زوجها الحبيب من عمله منهكاً، كانت تجلس بالحديقة هى وخديجة، ألقى التحية عليهم، وأستأذن منهما لتبديل ملابسه وأداء فرضه، صعد لغرفته وتبعته رنا.
ساعدته فى خلع جاكت بدلته، ووضعته بالخزانة،
وأحضرت له ملابسه، أرتدى ملابسه وقبل جبينها.
رامى ...... أجمل حاجة فى الدنيا، أنى أشوف وشك الجميل ده كل يوم بيهون تعب اليوم.
رنا ..... حبيبى ربنا يخليكى ليا أ، نا هخليهم يحضروا العشا.
رامى ..... مش دلوقتى أنا هصلى الاول، وهاجى نتكلم شوية.
رنا ..... حاضر ياحبيبى.
أنهى صلاته وجلس بالقرب من زوجته الحبيبه.
رنا ..... قولى بقى عملت إيه فى الجامعة.
رامى ..... تمام روحت وظبط كل حاجة، علشان أقدر أروح المجموعة كل يوم، وبصراحة منصور مظبطلى
كل حاجة، ومفهم الدكاتره ظروفى، وأنى مش هقدر أحضر كل يوم، وهم تفهموا الوضع وقالولى هيبعتولى المحاضرات بأستمرار على النت.
رنا ...... الحمد لله أن شاء تخلص على خير،
أخبار الشغل إيه.
رامى ..... والله يارنا أنا قريت معظم الملفات، كل شئ مظبوط وأملى أنى أكبر المجموعة، بس من جوايا حاسس أنى فى شئ مش مظبوط خالص، ربنا يستر.
رنا ..... أن شاء الله ياحبيبى تعرف كل حاجة، قولى اخبار السكرتيرة إيه.
رامى ..... مفيش أنا قلتلها عايزة تفضلى، يبقى
تحترمى نفسك، واحترمى لبسك وعدلى من نفسك.
رنا ..... اممممممم يعنى ماطردتهاش.
رامى ..... لا ياحببتى، أنا مقطعش عيش حد
كله الا قطع الرزق.
رنا .....ماشى يارامى.
رامى ..... ههههههه.
أمسك يديها، ومرر أصابعه بين خصلات شعرها.
رامى ..... أنا مفيش حد فى قلبى غيرك أنتى، حب عمرى وروحى وحياتى وكل حاجة ليا فى الدنيا،
خلى ثقتك فيا كبيرة.
رنا ..... أنا واثقه فيك ياحبيبى، بس أعمل ايه بغير عليك وديه حاجه مش بإيدى.
أخذها بين أحضانه، وأستكانت هى بين ذراعيه.
فهى تشعر بالراحة والأمان بين أحضانه.
رامى ..... طب إيه مش هناكل ولا إيه، أنا ميت من الجوع.
رنا ..... ياحبيبى لا طبعا هنأكل، ياله بينا ديه ماما خديجة عملالك أكله أنت بتحبها أوى.
ألتفوا جميعاً حول مائدة الطعام، وبدؤا فى تناول العشاء فى جو من الحب والسعادة.
...........................................................
فى غرفة منصور فى الفندق بالغردقة.
منصور ..... هاه عملت إيه ياجمال.
جمال ..... كل المعلومات اللى طلبتها عن نبيل، فى الملف ده من يوم ماتولد لحد دلوقتى.
منصور ..... عرفتوا هو فين.
جمال ..... طبعا عرفنا، بس مش هنقدر نقرب منه دلوقتى.
منصور ....... ليه.
جمال ...... القضيه فى أيد ضباط أسمه محمد.
واللى عرفته أنى هو اللى سهل هروبه، عشان يوصل للى وراه، وطبعا معين عليه مراقبه من غير مايحس،
والمعلم افتكر نفسه قدر يهرب من البوليس.
منصور ..... فهمت خلى، رجلتنا عينهم عليه
ميغبش عنهم لحظه فاهم.
جمال ..... أوامرك أما بقى أنسه ريم فهى فى لندن
بدير فرع شركاتها هناك.
منصور ...... طب تمام متقلش لهشام حاجه، ده متهور وممكن يعمل مصيبه.
هى محتاجه وقت تنسى اللى حصل شويه.
جمال .... طب هنعمل إيه معاها.
منصور ..... أمنها كويس من غير ماتحس، متخليهاش
تغيب عن عنيكم، وأنا هبقى أسافر له، ا وحاول أرجعها معايا.
جمال ..... ماشى ياباشا.
منصور ..... روح بقى دلوقتى أستمتع بالأجازة.
جمال ..... ههههه حاضر.
.............................................................
ذهب منصور إلى هشام، ليخبره بما عرفه من معلومات عن نبيل.
هشام ...... يعنى إيه هما اللى هربوه بعد اللى عمله.
منصور ..... أهدى ياهشام، الشرطه عنيهم عليه، وأنا كمان رجالتى عنيهم عليه، مش هيقدر يعمل حاجه أبداً متقلقش.
هشام ...... وريم مفيش أخبار عنها.
منصور ..... لا بس هى مش فى أمريكا، أول معرف هبلغك.
هشام ...... ماشى يامنصور.
منصور .....أنا عايزك تهتم بشغلك شويه، وتأخد بالك من مشروعك الجديد عشان خاطر ريم تمام.
وأنا هفضل معاك لأخر الأسبوع، وبعد كده هرجع.
هشام ...... حاضر يامنصور.
مر الأسبوع وعاد منصور، وأخذ والدته وعاد بها إلى الصعيد.
أنهمك هشام فى عمله، لكنه لم يستطع نسيان ريم
وما فعلته به، فتوعد لها حين تعود.
مر شهر تقريبا، وأتى لرامى أتصال من نفس الشخص
الذى حدثه من قبل، وأخبره بوجوده فى القاهرة لعدة أيام، وتحديد موعد فى الخفاء لرؤيته.
شعر رامى ببعض القلق، وأخبر مصطفى ومنصور بالأمر،
وأقنعوه بالذهاب إلى الموعد.
منصور ..... روح ومتقلقش، أنا ومصطفى هنكون وراك بالعربية، ومش هنخليه يحس بينا.
ولو حسينا بأى قلق هنكون فى ضهرك.
رامى .... تمام يبقى هتوكل على الله وروح.
رتب رامى موعد مع هذا الشخص فى مكان بعيد،
على الطريق الصحرواى.
عبارة عن منزل صغير فى وسط الصحراء، به حديقه أصطناعية صغير، يحاوطه سور حديد قصي، ر ذهب إلى هناك وخلفه منصور ومصطفى فى الخفاء، حتى لا يخيفوا هذا الشخص.
دخل رامى المنزل وجد الشخص بأنتظاره.
رجل يبلغ من العمر ٦٠ عاماً، يبدوا عليه الوقار والأحترام.
ألقى رامى التحية والسلام.
أشار له الشخص على مقعد، ليجلس عليه بالقرب من المدفأه، فالجو قارس بعض الشئ
حتى يعد القهوة.
بالفعل جلس رامى ونظره مثبت على هذا الرجل،
أحضر القهوة وجلس على المقعد الآخر.
الشخص ...... ماشاء الله كبرت يارامى وبقيت راجل
يملى العين والدك لوكان عايش، كان أفتخر بيك أوى.
رامى ...... ممكن أعرف مين حضرتك الأول.
الرجل ...... طبعا ده حقك، أنا أسمى رؤوف عبد العظيم.
كنت صديق لوالدك فى المدرسة، ودخلنا سوا الجامعة.
وكنا متفوقين جداً، وحصلنا على منحة نكمل دراستنا فى لندن. سافرنا ولما خلصنا، كان جدك أتوفى أضطر والدك أنه يرجع، ويستلم الشركة من والدتك، لانها الوريثه الوحيدة لأبوها الله يرحمهم، لكن أنا لا جالى منصب كبير ومحترم فى شركة كبيره، فقبلته وعشت هناك، بس كنت على أتصال دائم بوالدك، وكنا بنزور بعض بأستمرار، اه على فكرة المجموعة فى الأصل كانت ملك لجدك أبو والدتك، وجدك كان بيديرها بس، ولما جدك أتوفى والدك أستلمها يعنى عمك ملوش حاجة فيها.
أعتلى وجهه رامى بالأندهاش.
رامى .....ولازمة أيه الكلام، ده أنا مش فاهم.
رؤوف ...... هتفهم بعدين.
عودة بالذاكرة الى الماضى.
رؤوف ...... اهلا اهلا أزيك يامحمد، مش كنت تقول أنك جي لندن، عشان أستقبلك فى المطار.
محمد والد رامى ...... الحمد لله يارؤوف أنا جايلك فى موضوع خطير، ولازم أرجع تانى النهاردة،
محدش يعرف أنى جاى.
رؤوف...... خير يامحمد قلقتنى.
محمد ..... مش خير خالص أنا شاكك أنى فى حد فى المجموعة، بيوصل أخبارى لمافيا الأدوية، عايزك تعرفلى مين وإيه مصلحته.
رؤوف ..... حاضر ٤٨ ساعة وتكون كل المعلومات عندك.
عودة للحاضر،،
أدمعت عيون رؤوف وحاول أخفائها، لكن لاحظها رامى.
رامى ..... حضرتك بتعيط.
رؤوف ...... للأسف أنا أكتشفت مين الخاين، وأنصدمت
ركبت أول طيارة وجيت على مصر.
بس ياخسارة كنت أتاخرت والدك ووالدتك ماتوا،
وأنت اللى دفعت التمن، معرفتش أعمل إيه،
القضية كانت أتقفلت رجعت وأحتفظت بالمعلومات ديه،
كان عندى يقين غريب، أنك هترجع وهتاخد حقهم،
أمسك الملف أهه وأنا وراك وفى ضهرك.
ألتقت رامى. الملف، وفتحه وبدأ فى قراءة المعلومات التى بداخله
أنتفض من مكانه وأنصعق مما قرائه.
أنهمرت دموعه كثيراً وغطت وجهه، حاول رؤوف تهدئته وأجلسه مرة أخرى على المقعد.
لكن ثورة غضبه كانت فى ذروتها، ظل يصرخ جثى على ركبتيه وبكى بحرقة وألم، حاول رؤوف تهدئته
فأخذه بين أحضانه فى عناق أبوى، مماجعله يبكى هو الأخر، ظل يواسيه بعضاً من الوقت، حتى هدأ رامى
تماماً وأستمع لكلام رؤوف.
رؤوف .... أهدى ياأبنى، عشان تعرف تفكر وتاخد حقك.
الانفعال مش هيفيدك فى حاجه، وثورة الغضب ديه لازم تصبها عليهم، لازم تدخل الرعب فى قلوبهم، التهور والأندفاع مش هيفدوك فى حاجه ياإبنى.
رامى ...... ليه ليه، أنا مش مصدق، هو هو اللى يعمل كده أنا أنا مش عارف أفكر.
رؤوف ..... أنا كمان مكنتش مصدق، بس أتاكدت من أرقام الحسابات اللى عندك.
رامى ..... أنا هوريه اللى عمره ماشافه، هخليه يتمنى الموت ولا يطلوش.
رؤوف ..... غلط وأكبر غلط، متخليش الغضب يعميك، فكر بعقل وحكمه أنا ليا رأى تانى زى ابوك.
رامى ...... رأى إيه.
رؤوف ...... أفتح المصنع تانى، المصنع هيخلى التعابين تطلع من جحورها فاهمنى.
وقف ثم سار رامى عدة خطوات، وأبتعد عن المدفأة.
رامى ..... أفتح المصنع وحقق حلمى والدى.
عندك حق أنا لازم أعمل كده فعلا.
والدى زمان خد الخطوه ديه، بس للأسف كان لوحده
بس أنا لا معايا اللى هيقف جمبى ويشاركنى فيه
ويحط ايده فى ايدى.
أنا لازم أرجع حقه وحقى، من اللى أغتصبوا مننا.
رؤوف ...... برافو عليك يا إبنى، أنت بجد ونعم الله الإبن وأنا هكون عينك برا، وهبلغك بأى حاجه أعرفها.
رامى ...... تمام حضرتك قاعد قده إيه فى مصر.
رؤوف ....... أنا هسافر على طيارة الفجر.
رامى ....... أنا مش عارف أشكرك حضرتك أزاى.
رؤوف ....... شكر إيه ياإبنى ربنا يحفظك،
خلى عينك دايماً مفتوحه، وخلى بالك الضربة مش بتيجى غير من القريب.
رامى ...... حاضر.
خرج رامى من المنزل بعدما عانق رؤوف، وألقى عليه السلام صعد إلى سيارته،
وأدار محركها.
لم يحدثها منذ خروجه من القصر.
ألتقت هاتفه، وتذكر أنها مغلق بسبب الأجتماع، قام بفتحه، أنهالت عدة رسائل، منها حاولت الأتصال به عدة مرات، لكنها فشلت، فالهاتف مغلق الان ضغط على صورتها.
ليعاود الأتصال بها مرة أخرى.
رنا ..... حبيبى كده برده، أنا زعلانه منك خالص،
مفيش مكالمة صغيرة تطمنى بيها، وكمان فونك مقفول.
رامى...... حببتى حقك عليا، أنا كان عندى أجتماع مجلس أدارة، وقفلت الفون، ويادوب خلصت لقيت مشكلة قدامى، حلتها وقلت أسمع صوتك،
وحشتينى أوى أوى.
رنا ....... وأنت كمان وحشتنى أوى، بس قولى مشكلة إيه.
رامى ...... ححكياك ياقلبى.
سرد رامى على زوجته الحبيبة، ماصدر من السكرتيرة
الخاصة به،وكيف عالج الأمر؟
رنا ...... هههههه هههههه عندها حق، واد حلوه وزى القمر زيك، لازم تعجب بيه، حبيبى ياناس،
بس عارف، أنت أتصرفت صح وبعقل وحكمة.
ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدا ياعمرى.
رامى ...... ولا أنتى، أنا عمرى كله ليكى، ولا يمكن هكون فى يوم من الأيام لحد غيرك.
رنا ...... ولا أنا، باله بقى أنا أطمنت عليك، روح كمل شغلك وأنا هنزل أشوف ماما خديجة بتعمل إيه.
رامى ....... حاضر ياحببتى.
أغلقا الهاتف وأبتسم كل منهما أبتسامة رضا.
لكن رنا تذكرت أنها لم تسأله عن وضعه فى الجامعة، وماذا فعل؟
فحزنت، كيف لها أن تنسى تسأل شريك عمرها؟ كيف ذهب من بالها مثل هذا الأمر؟ خجلت من نفسها كثيرا، ولامت نفسها أيضاً.
نزلت إلى الطابق السفلى، ودلفت إلى المطبخ، وجدت خديجة تشرح للخدم كيفية عمل صنف معين. أحبه رامى كثيرا، وهو طاجن البامية باللحمة الضانى.
دخلت رنا، وأستمعت لشرح بدقة، فهى لاتستطيع الطهى.
تكتفى بالمتابعة فقط وتنظيم المائدة.
رنا ...... الله عليكى ياماما خديجة، تسلم إيدك رامى بيحب البامية أوى، وانا حبتها عشانه.
خديجة ...... تعالى فى ريحى يابتى، لازم تتعلمى تطبخى لجوزك.
رنا ..... بس مش بعرف أعمل حاجة.
خديجة ..... لاه، لازمن تتعلمى، وأنا بعون الله هعلمك
كل أنواع الوكل، قبل ماعاود البلد.
عانقتها بأبتسامة مرحة، فبادلتها خديجة وربطت على ظهرها.
....................................................
أخفت كل معالم وجودها، فهى لم تريد معرفته لمكانها.
أستلمت فروع شركاتها بلندن، لتبدأ حياة جديدة
فى محاولة منها لتجاهل مامرت به،
لكنها لاتستطيع محو ذاكرتها، فعشقها له يسرى فى دمائها، روحها معلقه به، غادرت مصر وتركت قلبها هناك، لكن عذابها وألمها أهون من أن تخسره بيد غادره.
قررت متابعة حياتها فى العمل فقط.
المفروض أن يدور الحوار باللغة الانجليزية لكننى سأكتبه باللغه العربية.
ريم ...... سلينا هاتيلى قوائم الحسابات وملفات.
سلينا ...... أمرك أنسة ريم.
دلفت إليها السكرتيرة الخاصة بها لمكتبها، ومعها مجموعة من الملفات الخاصة، بحسابات الفرع منذ نشأته.
سلينا.......هى ديه كل الملفات اللى موجودة
كلها.
ريم ........ شكرا سلى أجلسى، مين اللى كان بيدير الفرع قبلى.
سلينا........ مستر وليد هو اللى كان بيدير الفرع.
ريم ..... وليد الأسم ده مش غريب عليا، وهو راح فين.
سلينا ...... ده ميعاد أجازته السنوية، بيسافر أمريكا يقضيها مع أهله.
ريم ...... تمام، يعنى هو لسه ميعرفش أنى أستلمت مكانه.
سلينا ..... لا لسه يافندم.
ريم ....... أوك محدش يبلغه أنى أستلمت أدارة الفرع لحد ميرجع، انا عايزة أعرف منه حاجات كتير فى الشغل.
سلينا ..... حاضر يافندم ت، أمرينى بحاجه تانيه.
ريم ..... لا شكراً.
....................................................................
فى دولة السويد فى قصراً ضخم صمم على الطراز القديم، تلتف حوله الغابات، يقف أمامه مجموعة من الحراس المدججين بالسلاح.
يمكث نبيل فى غرفة كبيرة، الحزن والحسرة يملئه.
فلقد قتل شقيقته بيده، وقف أمام نافذه غرفته
يتذكر ما حدث، وكيف أتى له هذا الشخص الغريب
فى السجن وهربه؟
عاد بالذاكرة.
شخص مجهول ...... أنت لازم تخرج من هنا.
نبيل ..... أنت مين.
شخص مجهول ..... مش لازم تعرف أنا مين، المهم أنك تخرج دلوقتى من هنا وخلاص.
نبيل ..... وهخرج أزاى.
شخص مجهول ...... متشغلش بالك، أنا هخرجك من
هنا، أنت بكرة عندك محكمة، وقت الترحيل رجالتنا هيقوموا بالمهمه، متشغلش بالك أنت.
وبالفعل أثناء ذهاب نبيل إلى المحكمة فى طريق، تم أطلاق نار على الحراسة التى معه، وقتل جميع المرافقين له.
أخذوا نبيل وخدروه ووضعه فى تابوت، وأخرجوه من البلاد.
عودة ألى الحاضر.
تنهد بحزن فراق شقيقته، قد قتل ماتبقى من أنسانيته
وأصبح مجرد أله للقتل.
دخل له شخص من أفراد المافيا.
ستيف ...... نبيل يريدك هكتور فى الحال.
نبيل ...... حاضر.
خرج معه نبيل، وذهب إلى هكتور زعيمهم.
دخلوا إلى قاعة كبيرة بها، عدة لوحات على الحائط،
بها طاولة كبيرة وعلى رأسها مقعد على هيئت أسد، يجلس عليه هيكتور.
جلس نبيل وستيف على مقعدين بالقرب من هيكتور،
تحدث هيكتور وهو ينفس دخان سجائره.
هيكتور...... اهلاً نبيل مافعلته فى بلدك كان خطأ كبي،
وستعاقب عليه، لم تستمع لكلامى، وذهبت لتنفذ أنتقامك، بالرغم من تحذيرى لك، أخذت شقيقتك ستار لك لكنك فشلت وقتلتها.
نبيل ...... أسف لكننى ذهبت لأنتقم لحبيبتى وأبنتك جينا من هشام، فهو السبب فيما حدث لها.،
ولن أغفر له وسأظل أحاربه حتى أقتله، فلقد زاد عدائى له أكثر من الاول.
جينا حبيبت نبيل أبنت هيكتور، وعند مقتلها كان نائب لزعيم المافيا حينا ذاك، ولم يستطع منع قتلها،
فهو قانون بالنسبه لهم، ويسرى على الجميع قتلت أبنته أمامه ولم يستطع فعل شئ، أستغاثة به وتوسلت
ليصفحوا عنها، لكنهم أمروا بتصفيتها بيدا نبيل، وبعد مرور الوقت أستطاع هيكتور الأطاحه بالزعيم، والمكوث مكانه أنتقاماً لأبنته.
هيكتور ...... لقد طلبت منك المكوث هنا بالقصر والأعتناء بصغيرتكم، لكنك خالفت أوامرى، وذهبت للأنتقام بنفسك ولم تعيرنى أى أهتمام.
وقف نبيل والحزن يعتال وجهه، وألتقت أبنته الصغيرة.
نبيل ..... أعذورنى إيها الزعيم، فلم أستطع تمالك نفسى، عندما سمعت أنه يحب فتاه ويريد الزواج منها.
أصابنى الجنون وأرادة الأنتقام منه بشدة،
والأخذ بالثأر لحبيبتى جينا.
هيكتور ...... لقد أخبرتك من قبل، موت هشام لن يفيدنا فى شئ، من الأن فصاعدا، لن تغادر القصر ستظل هنا تتابع تدريب المرتزقة وتهتم بأبنتك.
تحدث نبيل بغضب شديد موجه حديثه لهيكتور.
نبيل..... أنت بالفعل كما قالت لى جينا، لا تهتم إلا بمصلحتك فقط.
خرج نبيل ومعه أبنته الصغيرة متوجهاً إلى غرفته.
جلس هيكتور على مقعده يتنهد بضيق وغضب.
ستيف ..... هيكتور حان الوقت لتخبره بما تخفيه،
من حقه أن يعلم، لينسى فكرة الأنتقام.
هيكتور ...... ليس الأن فهناك خطر كبير إذا علم بالأمر.
ستيف ..... لقد أخبرتك من قبل، أنك تضعه فى خطر،
ولن تسامحك إذا حدث له شئ.
هيكتور ...... دعنى وحيد الأن ستيف، أذهب للأطمئنان عليه.
ستيف ..... أجل سأذهب لكن عليك التفكير بالأمر.
.....................................................................
فى مديرية الأمن بالغردقة.
محمد .... طمنى ياحسام، كل حاجة مشيت زى محنا عايزين بالظبط.
حسام ...... ايوه كل مشى زى مخططنا، والعصفور وقع فى الفخ.
محمد ...... حلو خلى عينكم عليه أوى يغيب لحظه فاهم.
حسام ..... حاضر متقلقش، بس أنت ليه ساعدته وخطت لكل ده.
محمد ...... أحنا عايزين أللى وراه فهمت.
حسام ..... أممممم ماشي هروح انام عشان تعبان اوى.
حسام..... سلام.
خرج حسام من مكتب محمد.
حلو اوى كده ماشي يانبيل كده بقى، هعرف اجيب اللى وراك.
..........................................................
عاد زوجها الحبيب من عمله منهكاً، كانت تجلس بالحديقة هى وخديجة، ألقى التحية عليهم، وأستأذن منهما لتبديل ملابسه وأداء فرضه، صعد لغرفته وتبعته رنا.
ساعدته فى خلع جاكت بدلته، ووضعته بالخزانة،
وأحضرت له ملابسه، أرتدى ملابسه وقبل جبينها.
رامى ...... أجمل حاجة فى الدنيا، أنى أشوف وشك الجميل ده كل يوم بيهون تعب اليوم.
رنا ..... حبيبى ربنا يخليكى ليا أ، نا هخليهم يحضروا العشا.
رامى ..... مش دلوقتى أنا هصلى الاول، وهاجى نتكلم شوية.
رنا ..... حاضر ياحبيبى.
أنهى صلاته وجلس بالقرب من زوجته الحبيبه.
رنا ..... قولى بقى عملت إيه فى الجامعة.
رامى ..... تمام روحت وظبط كل حاجة، علشان أقدر أروح المجموعة كل يوم، وبصراحة منصور مظبطلى
كل حاجة، ومفهم الدكاتره ظروفى، وأنى مش هقدر أحضر كل يوم، وهم تفهموا الوضع وقالولى هيبعتولى المحاضرات بأستمرار على النت.
رنا ...... الحمد لله أن شاء تخلص على خير،
أخبار الشغل إيه.
رامى ..... والله يارنا أنا قريت معظم الملفات، كل شئ مظبوط وأملى أنى أكبر المجموعة، بس من جوايا حاسس أنى فى شئ مش مظبوط خالص، ربنا يستر.
رنا ..... أن شاء الله ياحبيبى تعرف كل حاجة، قولى اخبار السكرتيرة إيه.
رامى ..... مفيش أنا قلتلها عايزة تفضلى، يبقى
تحترمى نفسك، واحترمى لبسك وعدلى من نفسك.
رنا ..... اممممممم يعنى ماطردتهاش.
رامى ..... لا ياحببتى، أنا مقطعش عيش حد
كله الا قطع الرزق.
رنا .....ماشى يارامى.
رامى ..... ههههههه.
أمسك يديها، ومرر أصابعه بين خصلات شعرها.
رامى ..... أنا مفيش حد فى قلبى غيرك أنتى، حب عمرى وروحى وحياتى وكل حاجة ليا فى الدنيا،
خلى ثقتك فيا كبيرة.
رنا ..... أنا واثقه فيك ياحبيبى، بس أعمل ايه بغير عليك وديه حاجه مش بإيدى.
أخذها بين أحضانه، وأستكانت هى بين ذراعيه.
فهى تشعر بالراحة والأمان بين أحضانه.
رامى ..... طب إيه مش هناكل ولا إيه، أنا ميت من الجوع.
رنا ..... ياحبيبى لا طبعا هنأكل، ياله بينا ديه ماما خديجة عملالك أكله أنت بتحبها أوى.
ألتفوا جميعاً حول مائدة الطعام، وبدؤا فى تناول العشاء فى جو من الحب والسعادة.
...........................................................
فى غرفة منصور فى الفندق بالغردقة.
منصور ..... هاه عملت إيه ياجمال.
جمال ..... كل المعلومات اللى طلبتها عن نبيل، فى الملف ده من يوم ماتولد لحد دلوقتى.
منصور ..... عرفتوا هو فين.
جمال ..... طبعا عرفنا، بس مش هنقدر نقرب منه دلوقتى.
منصور ....... ليه.
جمال ...... القضيه فى أيد ضباط أسمه محمد.
واللى عرفته أنى هو اللى سهل هروبه، عشان يوصل للى وراه، وطبعا معين عليه مراقبه من غير مايحس،
والمعلم افتكر نفسه قدر يهرب من البوليس.
منصور ..... فهمت خلى، رجلتنا عينهم عليه
ميغبش عنهم لحظه فاهم.
جمال ..... أوامرك أما بقى أنسه ريم فهى فى لندن
بدير فرع شركاتها هناك.
منصور ...... طب تمام متقلش لهشام حاجه، ده متهور وممكن يعمل مصيبه.
هى محتاجه وقت تنسى اللى حصل شويه.
جمال .... طب هنعمل إيه معاها.
منصور ..... أمنها كويس من غير ماتحس، متخليهاش
تغيب عن عنيكم، وأنا هبقى أسافر له، ا وحاول أرجعها معايا.
جمال ..... ماشى ياباشا.
منصور ..... روح بقى دلوقتى أستمتع بالأجازة.
جمال ..... ههههه حاضر.
.............................................................
ذهب منصور إلى هشام، ليخبره بما عرفه من معلومات عن نبيل.
هشام ...... يعنى إيه هما اللى هربوه بعد اللى عمله.
منصور ..... أهدى ياهشام، الشرطه عنيهم عليه، وأنا كمان رجالتى عنيهم عليه، مش هيقدر يعمل حاجه أبداً متقلقش.
هشام ...... وريم مفيش أخبار عنها.
منصور ..... لا بس هى مش فى أمريكا، أول معرف هبلغك.
هشام ...... ماشى يامنصور.
منصور .....أنا عايزك تهتم بشغلك شويه، وتأخد بالك من مشروعك الجديد عشان خاطر ريم تمام.
وأنا هفضل معاك لأخر الأسبوع، وبعد كده هرجع.
هشام ...... حاضر يامنصور.
مر الأسبوع وعاد منصور، وأخذ والدته وعاد بها إلى الصعيد.
أنهمك هشام فى عمله، لكنه لم يستطع نسيان ريم
وما فعلته به، فتوعد لها حين تعود.
مر شهر تقريبا، وأتى لرامى أتصال من نفس الشخص
الذى حدثه من قبل، وأخبره بوجوده فى القاهرة لعدة أيام، وتحديد موعد فى الخفاء لرؤيته.
شعر رامى ببعض القلق، وأخبر مصطفى ومنصور بالأمر،
وأقنعوه بالذهاب إلى الموعد.
منصور ..... روح ومتقلقش، أنا ومصطفى هنكون وراك بالعربية، ومش هنخليه يحس بينا.
ولو حسينا بأى قلق هنكون فى ضهرك.
رامى .... تمام يبقى هتوكل على الله وروح.
رتب رامى موعد مع هذا الشخص فى مكان بعيد،
على الطريق الصحرواى.
عبارة عن منزل صغير فى وسط الصحراء، به حديقه أصطناعية صغير، يحاوطه سور حديد قصي، ر ذهب إلى هناك وخلفه منصور ومصطفى فى الخفاء، حتى لا يخيفوا هذا الشخص.
دخل رامى المنزل وجد الشخص بأنتظاره.
رجل يبلغ من العمر ٦٠ عاماً، يبدوا عليه الوقار والأحترام.
ألقى رامى التحية والسلام.
أشار له الشخص على مقعد، ليجلس عليه بالقرب من المدفأه، فالجو قارس بعض الشئ
حتى يعد القهوة.
بالفعل جلس رامى ونظره مثبت على هذا الرجل،
أحضر القهوة وجلس على المقعد الآخر.
الشخص ...... ماشاء الله كبرت يارامى وبقيت راجل
يملى العين والدك لوكان عايش، كان أفتخر بيك أوى.
رامى ...... ممكن أعرف مين حضرتك الأول.
الرجل ...... طبعا ده حقك، أنا أسمى رؤوف عبد العظيم.
كنت صديق لوالدك فى المدرسة، ودخلنا سوا الجامعة.
وكنا متفوقين جداً، وحصلنا على منحة نكمل دراستنا فى لندن. سافرنا ولما خلصنا، كان جدك أتوفى أضطر والدك أنه يرجع، ويستلم الشركة من والدتك، لانها الوريثه الوحيدة لأبوها الله يرحمهم، لكن أنا لا جالى منصب كبير ومحترم فى شركة كبيره، فقبلته وعشت هناك، بس كنت على أتصال دائم بوالدك، وكنا بنزور بعض بأستمرار، اه على فكرة المجموعة فى الأصل كانت ملك لجدك أبو والدتك، وجدك كان بيديرها بس، ولما جدك أتوفى والدك أستلمها يعنى عمك ملوش حاجة فيها.
أعتلى وجهه رامى بالأندهاش.
رامى .....ولازمة أيه الكلام، ده أنا مش فاهم.
رؤوف ...... هتفهم بعدين.
عودة بالذاكرة الى الماضى.
رؤوف ...... اهلا اهلا أزيك يامحمد، مش كنت تقول أنك جي لندن، عشان أستقبلك فى المطار.
محمد والد رامى ...... الحمد لله يارؤوف أنا جايلك فى موضوع خطير، ولازم أرجع تانى النهاردة،
محدش يعرف أنى جاى.
رؤوف...... خير يامحمد قلقتنى.
محمد ..... مش خير خالص أنا شاكك أنى فى حد فى المجموعة، بيوصل أخبارى لمافيا الأدوية، عايزك تعرفلى مين وإيه مصلحته.
رؤوف ..... حاضر ٤٨ ساعة وتكون كل المعلومات عندك.
عودة للحاضر،،
أدمعت عيون رؤوف وحاول أخفائها، لكن لاحظها رامى.
رامى ..... حضرتك بتعيط.
رؤوف ...... للأسف أنا أكتشفت مين الخاين، وأنصدمت
ركبت أول طيارة وجيت على مصر.
بس ياخسارة كنت أتاخرت والدك ووالدتك ماتوا،
وأنت اللى دفعت التمن، معرفتش أعمل إيه،
القضية كانت أتقفلت رجعت وأحتفظت بالمعلومات ديه،
كان عندى يقين غريب، أنك هترجع وهتاخد حقهم،
أمسك الملف أهه وأنا وراك وفى ضهرك.
ألتقت رامى. الملف، وفتحه وبدأ فى قراءة المعلومات التى بداخله
أنتفض من مكانه وأنصعق مما قرائه.
أنهمرت دموعه كثيراً وغطت وجهه، حاول رؤوف تهدئته وأجلسه مرة أخرى على المقعد.
لكن ثورة غضبه كانت فى ذروتها، ظل يصرخ جثى على ركبتيه وبكى بحرقة وألم، حاول رؤوف تهدئته
فأخذه بين أحضانه فى عناق أبوى، مماجعله يبكى هو الأخر، ظل يواسيه بعضاً من الوقت، حتى هدأ رامى
تماماً وأستمع لكلام رؤوف.
رؤوف .... أهدى ياأبنى، عشان تعرف تفكر وتاخد حقك.
الانفعال مش هيفيدك فى حاجه، وثورة الغضب ديه لازم تصبها عليهم، لازم تدخل الرعب فى قلوبهم، التهور والأندفاع مش هيفدوك فى حاجه ياإبنى.
رامى ...... ليه ليه، أنا مش مصدق، هو هو اللى يعمل كده أنا أنا مش عارف أفكر.
رؤوف ..... أنا كمان مكنتش مصدق، بس أتاكدت من أرقام الحسابات اللى عندك.
رامى ..... أنا هوريه اللى عمره ماشافه، هخليه يتمنى الموت ولا يطلوش.
رؤوف ..... غلط وأكبر غلط، متخليش الغضب يعميك، فكر بعقل وحكمه أنا ليا رأى تانى زى ابوك.
رامى ...... رأى إيه.
رؤوف ...... أفتح المصنع تانى، المصنع هيخلى التعابين تطلع من جحورها فاهمنى.
وقف ثم سار رامى عدة خطوات، وأبتعد عن المدفأة.
رامى ..... أفتح المصنع وحقق حلمى والدى.
عندك حق أنا لازم أعمل كده فعلا.
والدى زمان خد الخطوه ديه، بس للأسف كان لوحده
بس أنا لا معايا اللى هيقف جمبى ويشاركنى فيه
ويحط ايده فى ايدى.
أنا لازم أرجع حقه وحقى، من اللى أغتصبوا مننا.
رؤوف ...... برافو عليك يا إبنى، أنت بجد ونعم الله الإبن وأنا هكون عينك برا، وهبلغك بأى حاجه أعرفها.
رامى ...... تمام حضرتك قاعد قده إيه فى مصر.
رؤوف ....... أنا هسافر على طيارة الفجر.
رامى ....... أنا مش عارف أشكرك حضرتك أزاى.
رؤوف ....... شكر إيه ياإبنى ربنا يحفظك،
خلى عينك دايماً مفتوحه، وخلى بالك الضربة مش بتيجى غير من القريب.
رامى ...... حاضر.
خرج رامى من المنزل بعدما عانق رؤوف، وألقى عليه السلام صعد إلى سيارته،
وأدار محركها.